العراق يدعو لاجتماع عربي طارئ لمواجهة التصعيد بين إيران وإسرائيل
العراق يدعو لاجتماع عربي طارئ لمواجهة التصعيد بين إيران وإسرائيل
دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المزمع عقده في مدينة إسطنبول مطلع الأسبوع المقبل، وذلك في ظل التدهور السريع في الأوضاع الإقليمية، عقب التصعيد العسكري المتبادل بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكدت وزارة الخارجية العراقية في بيان رسمي، اليوم الخميس، أن حسين تلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره المصري بدر عبد العاطي، جرى خلاله تبادل وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، خصوصًا "التغيرات التي طرأت على مجرى الحرب الدائرة ضد إيران، وما تحمله من تداعيات خطِرة على أمن واستقرار المنطقة برمتها".
وأشار البيان إلى أن فؤاد حسين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للقمة العربية، قد تقدّم بالدعوة إلى الاجتماع الوزاري الطارئ بهدف "تنسيق المواقف العربية إزاء التطورات المتسارعة، ومواجهة التحديات الراهنة بروح جماعية ومسؤولة"، في ظل غياب موقف عربي موحد تجاه التصعيد العسكري الأخير.
وتأتي هذه الدعوة وسط مخاوف متزايدة من اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وإيران إلى دول مجاورة، في وقت تزداد فيه التوترات الأمنية على الحدود الشمالية للعراق وسوريا ولبنان، كما تتكثف الضربات الجوية والصاروخية في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط.
اتصالات بين العواصم العربية
وفي السياق ذاته، كشفت الخارجية المصرية عن سلسلة من الاتصالات الهاتفية المكثفة أجراها وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، يوم الأربعاء، مع عدد من نظرائه العرب، في إطار التحركات الدبلوماسية المستمرة لاحتواء التصعيد.
وشملت الاتصالات كلًا من: فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية العراق، الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين.
وتناول النقاش سبل التعامل مع التداعيات المتفاقمة للتصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وما يمثله من تهديد مباشر للسلم والأمن الإقليمي والدولي.
الرهان على الدبلوماسية والحوار
ووفقًا لبيانات رسمية، أكد الوزراء العرب خلال اتصالاتهم على ضرورة تغليب الحلول السياسية والدبلوماسية لتفادي انزلاق المنطقة إلى أتون فوضى أوسع، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار، والعودة إلى طاولة المفاوضات، بما في ذلك استئناف الحوار بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي لا يزال يمثل ملفًا شائكًا على المستويين الإقليمي والدولي.
وشدد المسؤولون على أن الوقت قد حان لـ"اتخاذ موقف عربي موحد، يستند إلى مبادئ احترام السيادة ورفض استخدام القوة"، مع الإشارة إلى ضرورة تفعيل دور جامعة الدول العربية كمظلة جامعة لتنسيق التحرك السياسي والدبلوماسي المشترك.
أخطر تصعيد عسكري
تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه المنطقة أخطر تصعيد عسكري منذ عقود، مع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران مرحلة الرد المباشر بالصواريخ والغارات الجوية على أراضٍ داخل الدولتين، في مشهد أعاد إلى الأذهان سيناريوهات الحروب الإقليمية الشاملة.
وقد ازدادت الدعوات العربية والدولية في الأيام الأخيرة إلى وقف التصعيد ومنع توسع النزاع، في وقت تشير فيه تقارير استخباراتية إلى أن الوضع الميداني يتجه نحو مزيد من التعقيد، خاصة في ظل التحركات العسكرية الأمريكية والغربية في المنطقة.